في أحد الأحياء الفقيرة، كان هناك فتى يُدعى "ياسين"، لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، لكنه كان يتحمّل مسؤولية عائلته بعد وفاة والده. كانت والدته مريضة وأخته الصغيرة بحاجة إلى الطعام والدواء. كان ياسين يبيع الحلوى البسيطة في السوق يوميًا، يمر على الزبائن بابتسامته البريئة التي تخفي وراءها معاناة كبيرة.
في يومٍ شديد البرودة، وبينما كان ياسين يجلس على الأرض لبيع الحلوى، اقترب منه رجل أنيق المظهر. سأل الرجل ياسين:
"كم سعر هذه الحلوى؟"
أجاب ياسين: "كل قطعة بخمسة جنيهات، يا سيدي."
نظر الرجل إلى الحلوى وابتسم، ثم أخرج ورقة نقدية كبيرة وقال: "خذ، أنا أريد الحلوى كلها."
فرح ياسين، لكنه قال بصدق: "يا سيدي، لا أملك الباقي، ليس لدي سوى القليل من المال."
رد الرجل: "لا بأس، احتفظ بالباقي."
شعر ياسين بالسعادة، لكنه شعر أيضًا بمسؤولية كبيرة تجاه ما أعطاه الرجل. قرر أن يذهب إلى الصيدلية ليشتري الدواء لوالدته، ثم اشترى طعامًا لأخته.
في اليوم التالي، عاد ياسين إلى مكانه في السوق، فوجد الرجل ذاته يقف بعيدًا يراقبه. استغرب ياسين، لكنه لم يتجرأ على الاقتراب. بعد فترة، اقترب الرجل وسأله:
"كيف أنفقت المال الذي أعطيته لك؟"
أجاب ياسين بكل صدق: "اشتريت دواءً لأمي وطعامًا لأختي، وأبقيت القليل لأبدأ يومي ببيع الحلوى."
ابتسم الرجل وقال: "كنت أراقبك منذ البداية، وأردت أن أختبر أمانتك. أنا صاحب متجر كبير، وأحتاج إلى شخص مثلك. هل تريد العمل معي؟"
صُدم ياسين من العرض، ولم يصدق أذنيه. لم يتمالك نفسه من الفرحة وقال: "بالطبع، يا سيدي! سأعمل بكل جهد."
أصبح ياسين يعمل في المتجر، وتحسنت أحوال عائلته. لم ينسَ أبدًا أنه بالصدق والأمانة يمكن للإنسان أن يغير حياته.
الحكمة:
الحياة تختبرنا دائمًا بأصعب اللحظات، لكن الصدق والعمل الجاد هما الطريقان للخروج من الأزمات. قد يكون هناك من يراقب أفعالك الصغيرة ليفتح لك بابًا لا تتوقعه.