في يوم من الأيام، كان هناك ثعلب ماكر يجول في الغابة باحثاً عن شيء يأكله، وبينما كان يتجول، رأى عصفوراً صغيراً يقف على غصن شجرة عالية ويغرد بسعادة.
فكر الثعلب في كيفية الإمساك بالعصفور ليكون وجبته اللذيذة، فخطر له أن يستخدم مكره. وقف الثعلب تحت الشجرة ونادى على العصفور قائلاً: "يا عصفور، انزل حالاً! وإلا سأقطع هذه الشجرة الكبيرة بذَيلي القوي."
ضحك العصفور في نفسه من تهديد الثعلب، ولكنه تظاهر بالخوف وقال له: "أوه! حقاً يا سيدي الثعلب؟ وهل يمكن لذيلك الضعيف أن يقطع الشجرة العظيمة؟"
رفع الثعلب رأسه بغرور وقال بكل ثقة: "نعم، ذيلي قوي جداً! وإن لم تنزل إليّ حالاً، سأهزّه بقوة لقطع الشجرة من الجذور!"
ظل العصفور يراقب الثعلب من أعلى الشجرة، وقرر أن يتسلى قليلاً بخداعه. فقال له: "حسناً، يا سيدي الثعلب. ولكن أعطني فرصة لأودّع أصدقائي في الأعالي، وسأنزل إليك في الحال."
انتظر الثعلب تحت الشجرة لوقت طويل، وذيله يهتز بانتظار لحظة "قطع الشجرة"، لكنه في النهاية أدرك أن العصفور لن ينزل أبداً، وأن تهديده كان بلا جدوى.
الحكمة من القصة ?
تعلّمنا هذه القصة أن المكر والكذب قد يُعطيان صاحبهما شعوراً زائفاً بالقوة، لكنه لن يخدع إلا نفسه. تماماً كما فعل الثعلب هنا، فظن أن تهديداته ستخيف العصفور، إلا أن العصفور كان أذكى منه ولم يصدق ادعاءاته الباطلة.