تفاصيل القصة
العودة إلى قائمة القصص
قصة جحا والحمار ?

قصة جحا والحمار ?

بواسطة: sam

في يوم من الأيام، قرر جحا وابنه الذهاب إلى السوق ليشتريا حاجياتهما، فاستعدا للخروج وأخذا معهما الحمار الوحيد. كان جحا يسير بجانب الحمار وابنه أيضًا، وكان الجميع يسيرون في صفٍ منظم. وبينما هم في الطريق، صادفوا مجموعة من الناس يتفرجون عليهم، فابتسم أحدهم وقال: "انظروا إلى هذين الغبيين! معهما حمار ويمشيان على أقدامهما!"

تبادل جحا وابنه النظرات، ففكر جحا وقال: "ربما معه حق." صعد جحا على الحمار، وترك ابنه يسير بجانبه. وبعد فترة قصيرة، مروا بمجموعة أخرى من الناس، فنظروا إليهم باستغراب وقال أحدهم: "يا له من أب عديم الرحمة! يجلس على الحمار ويترك ابنه الصغير يمشي وحده!"

احمر وجه جحا من الإحراج وقال لابنه: "حسنًا يا بني، اجلس أنت على الحمار وسأسير أنا." فرح الابن وجلس على الحمار بينما والده يسير بجانبه. وبينما هم يسيرون، مروا على جماعة أخرى من الناس، فاستغرب أحدهم وقال: "أهذا معقول؟ الولد يركب الحمار ويترك والده الكبير يمشي!"

وقف جحا في حيرة من أمره، ثم قال: "أعرف! سنركب أنا وأنت على الحمار معًا." فجلس الاثنان على الحمار وواصلا سيرهما نحو السوق. وبعد خطوات قليلة، لفتوا أنظار مجموعة من الناس الذين صرخوا: "أين الرحمة؟ هذا الحمار المسكين لا يستطيع حملكما معًا! ألا تخافان الله؟"

تنهد جحا وقال: "يبدو أننا لن نرضي أحداً مهما فعلنا!" فقرر في النهاية أن ينزل هو وابنه من على الحمار، وبدلًا من ذلك حملاه على أكتافهما ومشيا به إلى السوق. وعندما رآهم الناس في السوق، انفجروا ضاحكين وقالوا: "انظروا إلى هذين المجنونين! يحملان الحمار بدلًا من أن يركباه!"
الحكمة من القصة ✨

هذه القصة تذكرنا بحقيقة مهمة في الحياة: محاولة إرضاء الجميع أمر مستحيل! ففي كل خطوة حاول جحا أن يتبع ما يريده الناس، لكنه في النهاية لم يفلح في إرضاء أحد، بل وأصبح هو نفسه في موقف سخيف.

الدرس المستفاد: لا يمكنك أن تجعل كل من حولك راضياً مهما فعلت، لذا اتبع ما تؤمن به وما يريح قلبك، ولا تلتفت لكلام الناس. افعل ما تراه صحيحاً لك ولمن تحب، وكن واثقاً أن رضا الناس غاية لن تُدرك أبداً