أقبل فصل الشتاء قارس البرودة، وبدأت أم سمير تستعد لقدومه، فأخذت سمير إلى محل الملابس الشتوية لتشتري له معطفاً جديداً يقيه البرد، وكوفية من الصوف .
وفي متجر الملابس أخذ سمير يتجول مع والدته ينظر إلى الملابس متعددة الأشكال والالوان حتى اعجبه معطف أسود جميل وكوفية حمراء، فأشار إلى والدته بهما على الفور فاشترت له والدته بالفعل المعطف والكوفية.
عاد سمير إلى المنزل فرحاً مسروراً بملابسه الجديدة، وفي صباح اليوم التالي إرتدى ملابسه وذهب إلى المدرسة، وكان يشعر بدفء كبير ولم يتسرب البرد إلى أجزاء جسده، إنتهى اليوم الدراسي وسمير تعمه الفرحة والسعادة والدفء، وفي سره أخذ يدعو إلى أمه أن يبارك الله في عمرها لأنها اشترت له هذا المعطف الثقيل والكوفية الجميلة.
وبينما سمير عائد إلى منزله، وجد طفلا صغيرا في مثل عمره تقريباً يبيع المناديل، وكان الطفل ينتفض من شدة البرودة والمطر ينزل عليه ولا يحميه أي شيء، رق قلب سمير للطفل وقرر أن يساعده، فأسرع إلى منزله وقام بفتح دولاب ملابسه وأخرج منه معطفين جميلين، وعاد إلى مكان الطفل ليعطيهما له.
وعندما رأت والدة سمير ما فعله ابنها فرحت كثيراً وشجعته على ذلك قائلة : إن من حق هذا الولد الصغير أن يشعر بالدفء مثلك يا بني، ومن حقه أن يسعد بملابسه الجديدة مثلك .. عاد سمير إلى منزله بعد أن اعطى الطفل المعطفين، وهو يشعر بالدفء أكثر، بعد أن فهم معنى الدفء الحقيقي.