كان هناك صديقتان تجمعهما المودة والحب والإخلاص، الصديقتان هما أم خدّاش وهي قطة، والأخرى هي أم يعفور وهي كلبة صغيرة، وقد كانت الصديقتان تعيشان في بيتٍ واحد، ونشأتا وترعرعتا على الحب والإخلاص. وذات يوم اختفت أم خدّاش عن صديقتها، فساور أم يعفور القلق والخوف عليها، فبدأت بالبحث عنها في كل مكان، وفي النهاية وجدتها في غرفة الغسيل الصغيرة، ووجدت عندها خمس قطط صغيرة جميلة، فعرفت أنهم أبناؤها. فرحت أم يعفور لإنجاب صديقتها هذه القطط الجميلة، ودار بينهما حوارٌ طويل، وأثناء الحوار قالت أم يعفور إنّ أبناءك في غاية الجمال، وسيزدادون جمالاً بعد أن يفتحوا أعينهم، ولكن أم خداش ردَّت بأن أبناءها لا يحتاجون إلى مزيد من الجمال فهم أجمل مَن على الأرض وطلبت أم خدّاش من صديقتها أم يعفور أن تنصرف وتغادر على الفور، وأن لا تُريها وجهها مرّة أخرى. حزنت أم يعفور حزنًا شديدًا وغادرت المكان وقلبها مكسور، وانشغلت أم خدّاش بإطعام أبنائها والاهتمام بهم، وفي الليل حلمت أم يعفور حلمًا مزعجًا، فقد رأت صديقتها أم خدّاش تحاول أن تفقأ عينيها بمخالبها الطويلة، فنهضت من الحلم مذعورة خائفة. وفي ذات يوم ذهبت أم يعفور إلى بيت القطة صديقتها بعد أن رأتها خارجة الصيد وتاركة صغارها خلفها، وفجأة سقط أحد أبناء أم خدّاش في بركة ماء صغيرة، ولم يستطع الخروج منها، فساعدته أم يعفور على الخروج والنجاة. وهنا جاءت أن خدّاش وظنّت أن صديقتها قامت بغسل أبنائها من دون علمها، وغضبت من صديقتها وعاتبتها بشدّة على فعلتها، ولكن عندما أخبرتها أم يعفور بما حصل ندمت على فعلتها مع صديقتها، وتصالحتا وطلبت منها أن تسامحها، وعادت علاقتهما كما في السابق. وفي يوم من الأيام، عادت أم خدّاش من رحلة صيدٍ بعيدة، فلم تجد سوى واحد من أبنائها، فأخبرتها أم يعفور بأنه أتى رجل وأخذ أبناءها الباقين جميعهم، وأنها حاولت إنقاذهم لكن دون فائدة، ولكنها سمعت أن القطط ستعيش في قصر كبير لكي تطارد الفئران، وأنهم سيعتنوا بهذه القطط أشد عناية، وهذا ما خفف من خوف أم خدَّاش على أبنائها. ومرّت الأيام، وحملت أم يعفور، وأنجبت عددًا من الكلاب وأصبحت أمًا، فرحت أم خداش لصديقتها فرحًا شديدًا وهنأتها على ذلك، وبعد فترة قصيرة من ولادة أم يعفور، مرضت مرضًا شديدًا جعلها غير قادرة على العناية بأطفالها، فتوّكلت أم خدّاش رعاية الأطفال الصغار والاهتمام بهم وإطعامهم لحين شفاء أمهم. وفي يوم وجدت أم خدّاش صديقتها طريحة الفراش لا تتحرّك حزينة باكية، فسألتها صديقتها عن الأمر، فأخبرتها أم يعفور بأنها تعاني من مرض شديد وسيُفضي إلى موتها، ومرضها هو داء الكَلَب، فقد أصيبت بنت عمّها بالمرض وأخذها صاحبها خارج البيت وقتلها. طمأنت أم خدّاش صديقتها وهدّأتها، ولكن ما إن أتمت أم يعفور كلامها حتى جاء رجل بيطري، وربط أم يعفور، وأخذها بعيدًا، فقامت أم خدّاش بالاعتناء بصغار أم يعفور وإطعامهم والاهتمام بهم، وعاملتهم معاملة أبنائها. ومضى خمسة عشر يومًا على مغادرة أم يعفور للمنزل، وفي اليوم السادس عشر، تفاجأت أم خداش بعودة صديقتها إلى البيت، ففرحت وفرح أطفالها بعودة أمهم. فشاهدت أم يعفور أبناءها قد سمنوا، وتحسّنت حالتهم، فأخبروا أمهم أن الفضل في ذلك يعود لأم خدَّاش التي لم تتركهم أبدًا وكانت تعاملهم مثل أبنائها، فشكرت أم يعفور أم خداش على عنايتها بأبنائها. وعندما سألت أم خداش صديقتها عن مرضها، أخبرتها بأنهم كانوا مخطئين في حساباتهم، فهي لم تكن مصابة بداء الكَلَب، ولكنه مرض عادي وقد شُفيت منه، فرحت أم خداش لهذا الخبر، وفرح الأطفال جميعهم، وتقافزوا من شدّة البهجة والفرح والسرور، فعاشت العائلة بسعادة وهناء وفرح.