أن جحا كان لديه خروف سمين حنيذ وكان أصدقاؤه يريدون أن يأكلوا هذا الخروف
ويصنعون حيلة على جحا كي يجعلوه يذبح الخروف و يأكلوا معه بالحيلة والخداع
فاتفقوا جميعا على أن يأتي له جميعا في نفس اليوم تباعا ويقولوا له إن
القيامة ستقوم غدا أو بعد غد.
جاء أحد أصدقاء جحا و طرق عليه الباب بشدة وقال له يا جحا اذبح خروفك وكله فإن
القيامة ستقوم غدا أو بعد غد، فقال له جحا
أن تهذي لا أصدقك، فقال له
الرجل إن كل القرية يعلمون بالأمر و يقومون بذبح مواشيهم و أكلها و توزيعها
على الفقراء، فقال له جحا لا أصدقك. ترك الرجل جحا وانصرف.
بعد دقائق سمع جحا طرقات على الباب فقال من قال له من بالباب أنا جارك إن يوم
القيامة غدا أو بعد اذبح خروفك يا جحا وانج بنفسك وكله قبل أن يموت. قال له
جحا لا أصدقك واذهب بعيدا عن داري. ما لبث جحا إلا دقائق معدودة سمع طرقا بالباب فقال من بالباب قال أنا صديقك فلان يا جحا، انج بنفسك واذبح خروفك فإن القيامة غدا أو بعد غد. تنبه جحا للأمر و قال لا بد وأن الأمر جد، لا بد وأن كل هؤلاء على حق لا بد من أن
أذبح الخروف، قام جحا بجمع أصدقائه وأخبرهم أنه سيقوم بذبح الخروف غدا عند
الشاطئ بعد الظهيرة وطلب من أصدقائه أن يوافوه عن البحيرة في الموعد.
جاء جحا عند البحيرة بعد الظهير وتوافد إليه
الأصدقاء بدأ جحا في ذبح الخروف
وسلخه وإعداده للطهي كل هذا وهو وحيد ولم يقم أحد من أصدقائه بمساعدته بل
تركوه ونزلوا إلى البحيرة ليقوموا بالاستحمام
والاستمتاع بالمياه و الهروب
من حر الظهيرة. غضب جحا من هذا الأمر وما كان منه إلا أن قام بالذهاب إلى
البحيرة وقام بجمع كل ملابس أصحابه ووضعها وقودا للنار التى يشوى عليها
العجل. خرج أصحابه بعد فترة وقد أصابهم الجوع وظنوا أن جحا قد أنهى الطعام
وأنهم نالوا منه وظفروا منه بالحيلة بالخروف، ولكنهم لما خرجوا من الماء لم
يجدوا ملابسهم وأخذوا يبحثون عنها، فسألوا جحا عن ملابسهم فقال لهم جحا
ماذا تريدون من الملابس وإن القيامة ستقوم
غدا أو بعد غد.
حمار جحا يذكر أنه كان لدى جحا حمار وزوجة فماتت زوجة جحا فقال كل الأهل و الجيران
بتعزيته وشاركوه حزنه على زوجته وواساه كل أهل القرية، فما وجدوا من جحا
إلا الصبر والجلد. مرت الأيام ومات حمار جحا
فوجدوه في اليوم التالي وقد
فتك به الحزن حتى كاد أن يموت فبدأ أهل القرية يعودون يطمئنون على حاله،
فقام أحدهم وقال له أريد أن أسألك عن شئ إنك مرضت بسبب موت حمارك ولم تمرض
ولم تحزن ولم يصيبك الهم عندما ماتت زوجتك هل زوجتك كانت أقرب لك من
الحمار. قال جحا للرجل إنه لما ماتت زوجتي
واساني أهل القرية ومنهم من أراد
أن يحضر لي زوجة بدلا منها ومنهم من عرض على أن يزوجني ابنته أما عندما
مات حماري لم يواسيني أحد ولم يعرض على أحد أي حمار آخر لذا حزنت كل هذا
الحزن.