في أحد الأيام، كانت النملة تمشي بين الأغصان تبحث عن طعامٍ لتأكله، ولكن فجأة جاءت رياح قويّة جدًا أخذت النملة معها بعيدًا، وحطّت بها على أحد غصون الأشجار الموجودة في أعلى النهر، اختلّ توازن النملة، ثم سقطت في النهر، وأخذت تصيح بأعلى صوتها، فسمعتها حمامة قريبة منها كانت تعيش في أعلى الشجرة القريبة من النهر.
نجاة النملة من الموت:
سمعت الحمامة النملة وهي تصارع أمواج النهر؛ لكي تخرج منه وتنجو، وقد كانت على وشك الهلاك والغرق، أخذت الحمامة غصن من على الشجرة، وذهبت مسرعة باتجاه النملة وقالت لها: تسلّقي على غصن الشجرة، فرحت النملة كثيرًا، وصعدت على الغصن، عندها التقطت الحمامة الغصن بمنقارها، وذهبت إلى الشاطئ بجوار الشجرة، نزلت النملة عن الغصن وقد كانت مُتعبة مُنهكة. لم تكد تصدّق أنها نجت من الموت، شكرت النملة الحمامة الطيّبة على مساعدتها، ولكنها كانت متعبة جدًا، ولا تستطيع المشي، ذهبت الحمامة مسرعةً وأحضرت لها الطعام والحبوب؛ لكي تأكلها، أكلت النملة الطعام فاستعادت قوّتها ونشاطها وشكرت الحمامة على هذا المعروف، لكن الحمامة قالت لها: لا شكر على واجب، قد فعلت ما يُمليه عليّ ضميري.
انحراف بندقية الصياد :
ولكن قصّة الحمامة والنملة لم تنتهِ بعد، ففي أحد الأيام خرجت النملة؛ لكي تبحث عن طعام لها في الغابة، وبينما هي في الطريق شاهدت صيادًا، خافت النملة وركضت بسرعة واختبأت خلف الشجرة، ولكنها تذكرت أن الصيّاد لا يبحث عن النمل ولا يمكن أن يصيده حتى، فكّرت قليلًا في نفسها. وقالت: إنّ الصيّاد ينظر إلى أعلى فهو يبحث عن طائرٍ لكي يصطاده، وربما يكون الطائر صديقتي الحمامة الطيّبة، وأخذت الحمامة تراقب الصيّاد ووجدته يقترب بالفعل من الشجرة القريبة من النهر والتي تعيش عليها الحمامة الطيّبة صديقتها التي أنقذتها، وبقيت تمشي وراء الصيّاد تراقبه، وهو يقترب أكثر فأكثر من عش الحمامة. لكن كانت الشجرة خالية ولا توجد عليها الحمامة، اطمأنت النملة، وأرادت الرحيل، ولكنها لاحظت أن الحمامة قد جاءت من بعيد إلى عشها، فزعت النملة عندما شاهدت الصيّاد يوجّه بندقيته نحو الحمامة، اقتربت النملة منه وعضّته في قدمه، فانحرفت بندقيّة الصّياد، وجاءت الرصاصة بعيدًا عن الحمامة، انتبهت الحمامة وطارت بعيدًا عن أعين الصيّاد.
النملة ترد المعروف :
صاحَ الصيّاد وأخذ يتألم؛ من عضّة النملة، وقرر أن يذهب بعيدّا عن المكان الذي أصيب فيه. شعرت النملة بالأمان، وعندما شاهدت الحمامة الصيّاد قد ابتعد، ذهبت إلى عشّها عند الشجرة مرّة أخرى، اقتربت النملة من الشجرة، وأخبرت الحمامة بقصة الصيّاد، وأنه كاد أن يصطادها لولا أن عضّته من قدميه حتى ابتعد. وقالت لها النملة: أنها تريد أن تردّ المعروف لها، عندما أنقذتها من الموت، شكرت الحمامة النملة وأصبحتا صديقتين إلى الأبد. "تعد قصة الحمامة والنملة واحدة من أجمل قصص الأطفال القصيرة، والتي تعلم الأطفال أهمية مساعدة الآخرين، فعندما نساعد شخصًا، فإنه سيردّ لك هذا الجميل في يوم من الأيام، والمعروف الذي يصنعه الإنسان لغيره، لا يمكن أن يضيع، وعلينا أن لا نستهين بقدرة الأشخاص، مهما كان حجمهم وشكلهم وعمرهم".