أن استخدام الكذب للوصول للهدف هو طريق خاسر ولايمكن أن ينجح
في يوم من الأيام وفي أحد غابات إفريقيا، بينما كان أحد الفهود يتجول قرب ضفة النهر باحثا عن فريسة يسد بها رمقه،
لمح قطيعا من الغزلان يرعى العشب على الضفة المقابلة.
فقال في نفسه وهو ينظر إليها: "ليتني أعرف السباحة، فأعبر النهر وأفترس غزالا أملئ به معدتي الخاوية."
التفت الفهد يمنةً ويسرةً باحثاً عن شيء يمكنّه من العبور إلى الضفّة المقابلة، ولكن دون جدوى .
ثم نظر وسط النهر فرأى فرس نهر يسبح في الماء ويأكل من الأعشاب التي نمت في قاعه.
فكر الفهد قليلا ثم توجه إلى ضفة النهر وخاطب الفرس قائلا: " السلام عليك يا ابن عمي "
فأجاب فرس النهر وقد بدت عليه علامات التعجب: "وعليك السلام. كيف تكون ابن عمي وأنت لست من فصيلتي؟ فأنت تملك جسما رشيقا ومرقطا بينما جسمي ممتلئ وخال من البقع"
فأجاب الفهد في خبث: " أنا من بلد بعيد حيث تكون أفراس النهر مرقطة ونحيلة."
تظاهر فرس النهر بتصديق كلام الفهد ثم قال: "حسن يا ابن عمي كيف يمكنني خدمتك؟"
فقال الفهد: "هل يمكنك مساعدتي ونقلي على ظهرك الى الضفة المقابلة للنهر؟"
فكر فرس النهر قليلا ثم وافق وحمل الفهد على ضهره ليعبر به النهر.
وفي منتصف الطريق توقف عن السباحة ثم قال: "بما أنك فرس نهر فبإمكانك السباحة والغطس مثلي. اليس كذلك؟"
فأجاب الفهد مرتبكا : "إم م م ... بالطبع يمكنني السباحة."
وبينما كان الفهد يهمهم ويبحث في رأسه عن كلام مقنع، اذ بفرس النهر يغطس به الى اعماق النهر.
فكانت تلك الغطسة درسا قاسيا للفهد الذي نجا بأعجوبة من الغرق.
وهكذا نال الفهد الخبيث جزاء خداعه لفرس النهر واستخفافه بذكائه.