ذات يوم، نصح رجل ولده، فقال له: يا ولدي:
اعمل لك في كل وادي دار.
فقال الولد: سمعا وطاعه يا أبي
فخرج الولد يسعي في الأرض، ويمشي من أرض الى أرض أخرى، ومن وادي لوادي، وعند وصوله إلى أي وادي، يقوم ببناء دار، وميلأها بالأبقار والأغنام والرعيان. وهكذا كان كل ما وطأت قدمه واديا او مكانا يعمل ذلك العمل، حتى كثر اصحابه في كل مكان.
في أحدى الأيام، أراد الأب أن يطمئن على ولده، فذبح كبشا وحشاه باللوز والزبيب وغطاه، ثم ذهب إلى ولده، وقال له: ياولدي لقد ارتكبت جريمه، وقتلت رجل، لقد أحضرت معي الجثه، فأرجوك أن تأتيني بأحد أصدقائك لنتخلص من الجثه
سمع الولد كلام أبيه، ثم ذهب ليأتي بأحد اصدقائه الكثر المتواجدين في الأودية والأمكنة، عندما لقى أحد الأصدقاء واخبره بما فعله أبوه،
وطلب منه أن يساعده في التخلص من الجثة، لكن الصديق خاف ولاذ بالفرار ..
وذهب إلى صديق آخر، وحدثه بما حدث صديقه الأول، لكنه هو الآخر خاف وهرب.
وهكذا، كلما ذهب الى صديق ليساعده في مشكلته، يستمع إليه، لكنه يخاف ويهرب.
رجع الولد الى أبيه بأئسا وحزينا من اصدقائه الذين خذلوه.
قال الأب : اسمع يا ولدي عندي صديق قديم، يعيش في مكان بعيد جداً، أذهب إليه، وقل له : إني أريده.
فذهب الولد إلى مكان صديق أبيه، لم يجده، لكنه وجد ابنه.
قال الولد: أين أبوك، لقد أرسلني أبي إليه.
رد : لقد توفى أبي منذ فترة، وأنا الآن أحل حمله، فأي مساعدة يمكن أن أسديها إليك أو لأبيك.
فأخبره بالقصة كاملة، فما كان من ابن صديق والد الولد إلا أن أتى وذهبا معاً الى عند الأب.
وعندما وصلا إلى دار الأب، قال له الولد – ابن صديق أبيه : هل يوجد أحد سواي يعرف بحكاية الجريمه والجثه ؟
قال الولد : فقط ذلك الغلام الذي في الباب.
فخرج الولد – أبن صديق الأب – وقتل الغلام.
قال الأب : ما فعلت ؟!
قال : قتلته والآن سوف أحمله معي
قال:سيراك الناس.
قال : سأكله وأخرج الجنبية وطعن الكيس وإذا بالزبيب واللوز
المحشي في بطن الكبش هذا والابن يشوف.
قال له والده : شفت كيف الأصحاب مش مثلك رحت تعمر في كل وادي دار..
العبره …. أن من الضروري والمهم خلق علاقات وصحبه ونسبه في كل مكان أساسها الود والتضحيه والحب للغير …وليش تعمير بيوت فقط ….