قصة هود عليه السلام
by: ميدو نيويورك

أرسل إلى قوم عاد الذين كانوا بالأØÙ‚Ø§ÙØŒ وكانوا أقوياء الجسم والبنيان وآتاهم الله الكثير من رزقه ولكنهم لم يشكروا الله على ما آتاهم وعبدوا الأصنام ÙØ£Ø±Ø³Ù„ لهم الله هودا نبيا مبشرا، كان ØÙƒÙŠÙ…ا ولكنهم كذبوه وآذوه ÙØ¬Ø§Ø¡ عقاب الله وأهلكهم Ø¨Ø±ÙŠØ ØµØ±ØµØ± عاتية استمرت سبع ليال وثمانية أيام
سيرته:
عبادة الناس للأصنام:
بعد أن ابتلعت الأرض مياه Ø§Ù„Ø·ÙˆÙØ§Ù† الذي أغرق من ÙƒÙØ± Ø¨Ù†ÙˆØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام، قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرض. Ùكان كل من على الأرض ÙÙŠ ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكن بينهم ÙƒØ§ÙØ± ÙˆØ§ØØ¯. ومرت سنوات وسنوات. مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء. نسى الناس وصية Ù†ÙˆØØŒ وعادت عبادة الأصنام. Ø§Ù†ØØ±Ù الناس عن عبادة الله ÙˆØØ¯Ù‡ØŒ وتم الأمر Ø¨Ù†ÙØ³ الخدعة القديمة.
قال Ø£ØÙاد قوم نوØ: لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من Ø§Ù„Ø·ÙˆÙØ§Ù†. وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها، وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل، ÙØ¥Ø°Ø§ الأمر ينقلب إلى العبادة، وإذا بالتماثيل تتØÙˆÙ„ بمكر من الشيطان إلى آلهة مع الله. وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية. وأرسل الله سيدنا هودا إلى قومه.
إرسال هود عليه السلام:
كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا يسمى الأØÙ‚اÙ.. وهو ØµØØ±Ø§Ø¡ تمتلئ بالرمال، وتطل على Ø§Ù„Ø¨ØØ±. أما مساكنهم Ùكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة ÙˆØ§Ù„Ø§Ø±ØªÙØ§Ø¹ØŒ وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم ÙÙŠ قوة الأجسام، والطول والشدة.. كانوا عمالقة وأقوياء، Ùكانوا ÙŠØªÙØ§Ø®Ø±ÙˆÙ† بقوتهم. Ùلم يكن ÙÙŠ زمانهم Ø£ØØ¯ ÙÙŠ قوتهم. ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة. كانوا يعبدون الأصنام، ÙˆÙŠØ¯Ø§ÙØ¹ÙˆÙ† عنها، ÙˆÙŠØØ§Ø±Ø¨ÙˆÙ† من أجلها، ويتهمون نبيهم ويسخرون منه. وكان Ø§Ù„Ù…ÙØ±ÙˆØ¶ØŒ ما داموا قد اعترÙوا أنهم أشد الناس قوة، أن يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة.
قال لهم هود Ù†ÙØ³ الكلمة التي يقولها كل رسول. لا تتغير ولا تنقص ولا تتردد ولا تخا٠ولا تتراجع. كلمة ÙˆØ§ØØ¯Ø© هي الشجاعة كلها، وهي الØÙ‚ ÙˆØØ¯Ù‡ (يَا Ù‚ÙŽÙˆÙ’Ù…Ù Ø§Ø¹Ù’Ø¨ÙØ¯Ùواْ اللّهَ مَا Ù„ÙŽÙƒÙÙ… مّÙنْ Ø¥Ùلَـه٠غَيْرÙه٠أَÙَلاَ تَتَّقÙونَ).
وسأله قومه: هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟ وأي أجر تريده؟
إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙŠÙ† عندما يدعوهم نبيهم للإيمان بالله ÙˆØØ¯Ù‡. ÙØ¹Ù‚ولهم الصغيرة لا تتجاوز الØÙŠØ§Ø© الدنيوية. ولا ÙŠÙكروا إلا بالمجد والسلطة والرياسة.
Ø£Ùهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم ÙÙŠ نور الØÙ‚يقة. ØØ¯Ø«Ù‡Ù… عن نعمة الله عليهم، كي٠جعلهم Ø®Ù„ÙØ§Ø¡ لقوم Ù†ÙˆØØŒ كي٠أعطاهم بسطة ÙÙŠ الجسم، وشدة ÙÙŠ البأس، كي٠أسكنهم الأرض التي ØªÙ…Ù†Ø Ø§Ù„Ø®ÙŠØ± والزرع. كي٠أرسل عليهم المطر الذي ÙŠØÙŠÙ‰ به الأرض. ÙˆØªÙ„ÙØª قوم هود ØÙˆÙ„هم Ùوجدوا أنهم أقوى من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا ÙÙŠ العناد.
قالوا لهود: كي٠تتهم آلهتنا التي وجدنا آباءنا يعبدونها؟
قال هود: كان آباؤكم مخطئين.
قال قوم هود: هل تقول يا هود إننا بعد أن نموت ÙˆÙ†ØµØ¨Ø ØªØ±Ø§Ø¨Ø§ يتطاير ÙÙŠ الهواء، سنعود إلى الØÙŠØ§Ø©ØŸ
قال هود: ستعودون يوم القيامة، ويسأل الله كل ÙˆØ§ØØ¯ Ùيكم عما ÙØ¹Ù„.
Ø§Ù†ÙØ¬Ø±Øª الضØÙƒØ§Øª بعد هذه الجملة الأخيرة. ما أغرب ادعاء هود. هكذا تهامس Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙˆÙ† من قومه. إن الإنسان يموت، ÙØ¥Ø°Ø§ مات تØÙ„Ù„ جسده، ÙØ¥Ø°Ø§ تØÙ„Ù„ جسده تØÙˆÙ„ إلى تراب، ثم يهب الهواء ويتطاير التراب. كي٠يعود هذا كله إلى أصله؟! ثم ما معنى وجود يوم للقيامة؟ لماذا يقوم الأموات من موتهم؟
استقبل هود كل هذه الأسئلة بصبر كريم.. ثم بدأ ÙŠØØ¯Ø« قومه عن يوم القيامة.. Ø£Ùهمهم أن إيمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله، مثلما هي ضرورة تتصل بØÙŠØ§Ø© الناس. قال لهم ما يقوله كل نبي عن يوم القيامة. إن ØÙƒÙ…Ø© الخالق المدبر لا تكتمل بمجرد بدء الخلق، ثم انتهاء ØÙŠØ§Ø© المخلوقين ÙÙŠ هذه الأرض. إن هذه الØÙŠØ§Ø© اختبار، يتم Ø§Ù„ØØ³Ø§Ø¨ بعدها. Ùليست ØªØµØ±ÙØ§Øª الناس ÙÙŠ الدنيا ÙˆØ§ØØ¯Ø©ØŒ هناك من يظلم، وهناك من يقتل، وهناك من يعتدي.. وكثيرا ما نرى الظالمين يذهبون بغير عقاب، كثيرا ما نرى المعتدين يتمتعون ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø© Ø¨Ø§Ù„Ø§ØØªØ±Ø§Ù… والسلطة. أين تذهب شكاة المظلومين؟ وأين يذهب ألم المضطهدين؟ هل يدÙÙ† معهم ÙÙŠ التراب بعد الموت؟
إن العدالة تقتضي وجود يوم للقيامة. إن الخير لا ينتصر دائما ÙÙŠ الØÙŠØ§Ø©. Ø£ØÙŠØ§Ù†Ø§ ينظم الشر جيوشه ويقتل ØÙ…لة الخير. هل تذهب هذه الجريمة بغير عقاب؟
إن ظلما عظيما يتأكد لو Ø§ÙØªØ±Ø¶Ù†Ø§ أن يوم القيامة لن يجئ. ولقد ØØ±Ù… الله تعالى الظلم على Ù†ÙØ³Ù‡ وجعله Ù…ØØ±Ù…ا بين عباده. ومن تمام العدل وجود يوم للقيامة ÙˆØ§Ù„ØØ³Ø§Ø¨ والجزاء. ذلك أن يوم القيامة هو اليوم الذي تعاد Ùيه جميع القضايا مرة أخرى أمام الخالق، ويعاد نظرها مرة أخرى. ويØÙƒÙ… Ùيها رب العالمين Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡. هذه هي الضرورة الأولى ليوم القيامة، وهي تتصل بعدالة الله ذاته.
وثمة ضرورة أخرى ليوم القيامة، وهي تتصل بسلوك الإنسان Ù†ÙØ³Ù‡. إن الاعتقاد بيوم الدين، والإيمان ببعث الأجساد، ÙˆØ§Ù„ÙˆÙ‚ÙˆÙ Ù„Ù„ØØ³Ø§Ø¨ØŒ ثم تلقي الثواب والعقاب، ودخول الجنة أو النار، هذا شيء من شأنه أن يعلق أنظار البشر وقلوبهم بعالم أخر بعد عالم الأرض، Ùلا تستبد بهم ضرورات الØÙŠØ§Ø©ØŒ ولا يستعبدهم الطمع، ولا تتملكهم الأنانية، ولا يقلقهم أنهم لم ÙŠØÙ‚قوا جزاء سعيهم ÙÙŠ عمرهم القصير Ø§Ù„Ù…ØØ¯ÙˆØ¯ØŒ وبذلك يسمو الإنسان على الطين الذي خلق منه إلى Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ Ù†ÙØ®Ù‡ ربه Ùيه. ولعل Ù…ÙØªØ±Ù‚ الطريق بين الخضوع لتصورات الأرض وقيمها وموازينها، والتعلق بقيم الله العليا، والانطلاق اللائق بالإنسان، يكمن ÙÙŠ الإيمان بيوم القيامة.
ØØ¯Ø«Ù‡Ù… هود بهذا كله ÙØ§Ø³ØªÙ…عوا إليه وكذبوه. قالوا له هيهات هيهات.. واستغربوا أن يبعث الله من ÙÙŠ القبور، استغربوا أن يعيد الله خلق الإنسان بعد تØÙˆÙ„Ù‡ إلى التراب، رغم أنه خلقه من قبل من التراب. وطبقا للمقاييس البشرية، كان ينبغي أن ÙŠØØ³ المكذبون للبعث أن إعادة خلق الإنسان من التراب والعظام أسهل من خلقه الأول. لقد بدأ الله الخلق ÙØ£ÙŠ ØµØ¹ÙˆØ¨Ø© ÙÙŠ إعادته؟! إن الصعوبة -طبقا للمقياس البشري- تكمن ÙÙŠ الخلق. وليس المقياس البشري غير مقياس٠بشري ينطبق على الناس، أما الله، Ùليست هناك أمور صعبة أو سهلة بالنسبة إليه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ØŒ تجري الأمور بالنسبة إليه Ø³Ø¨ØØ§Ù†Ù‡ بمجرد الأمر.
موق٠الملأ من دعوة هود:
يروي المولى عزل وجل موق٠الملأ (وهم الرؤساء) من دعوة هود عليه السلام. سنرى هؤلاء الملأ ÙÙŠ كل قصص الأنبياء. سنرى رؤساء القوم وأغنيائهم ومترÙيهم يقÙون ضد الأنبياء. يصÙهم الله تعالى بقوله: (وَأَتْرَÙْنَاهÙمْ ÙÙÙŠ الْØÙŽÙŠÙŽØ§Ø©Ù الدّÙنْيَا) من مواقع الثراء والغنى ÙˆØ§Ù„ØªØ±ÙØŒ يولد Ø§Ù„ØØ±Øµ على استمرار Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø®Ø§ØµØ©. ومن مواقع الثراء والغنى والتر٠والرياسة، يولد الكبرياء. ÙˆÙŠÙ„ØªÙØª الرؤساء ÙÙŠ القوم إلى Ø£Ù†ÙØ³Ù‡Ù… ويتساءلون: أليس هذا النبي بشرا مثلنا، يأكل مما نأكل، ويشرب مما نشرب؟ بل لعله بÙقره يأكل أقل مما نأكل، ويشرب ÙÙŠ أكواب صدئة، ونØÙ† نشرب ÙÙŠ أكواب الذهب ÙˆØ§Ù„ÙØ¶Ø©.. كي٠يدعي أنه على الØÙ‚ ونØÙ† على الباطل؟ هذا بشر .. كي٠نطيع بشرا مثلنا؟ ثم.. لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوØÙ‰ إليه؟
قال رؤساء قوم هود: أليس غريبا أن يختار الله من بيننا بشرا ويوØÙŠ Ø¥Ù„ÙŠÙ‡ØŸ!
تسائل هو: ما هو الغريب ÙÙŠ ذلك؟ إن الله الرØÙŠÙ… بكم قد أرسلني إليكم Ù„Ø£ØØ°Ø±ÙƒÙ…. إن سÙينة Ù†ÙˆØØŒ وقصة Ù†ÙˆØ Ù„ÙŠØ³Øª ببعيدة عنكم، لا تنسوا ما ØØ¯Ø«ØŒ لقد هلك الذين ÙƒÙØ±ÙˆØ§ بالله، وسيهلك الذين ÙŠÙƒÙØ±ÙˆÙ† بالله دائما، مهما يكونوا أقوياء.
قال رؤساء قوم هود: من الذي سيهلكنا يا هود؟
قال هود: الله .
قال Ø§Ù„ÙƒØ§ÙØ±ÙˆÙ† من قوم هود: ستنجينا آلهتنا.
وأÙهمهم هود أن هذه الآلهة التي يعبدونها لتقربهم من الله، هي Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ التي تبعدهم عن الله. Ø£Ùهمهم أن الله هو ÙˆØØ¯Ù‡ الذي ينجي الناس، وأن أي قوة أخرى ÙÙŠ الأرض لا تستطيع أن تضر أو ØªÙ†ÙØ¹.
واستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت الأيام، زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا يتهمون "هودا" عليه السلام بأنه سÙيه مجنون.
قالوا له يوما: لقد Ùهمنا الآن سر جنونك. إنك تسب آلهتنا وقد غضبت آلهتنا عليك، وبسبب غضبها صرت مجنونا.
انظروا للسذاجة التي وصل إليها تÙكيرهم. إنهم يظنون أن هذه Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© لها قوى على من صنعها. لها تأثير على الإنسان مع أنا لا تسمع ولا ترى ولا تنطق. لم يتوق٠هود عند هذيانهم، ولم يغضبه أن يظنوا به الجنون والهذيان، ولكنه توق٠عند قولهم: (وَمَا Ù†ÙŽØÙ’Ù†Ù Ø¨ÙØªÙŽØ§Ø±ÙÙƒÙÙŠ آلÙهَتÙنَا عَن قَوْلÙÙƒÙŽ وَمَا Ù†ÙŽØÙ’Ù†Ù Ù„ÙŽÙƒÙŽ بÙÙ…ÙØ¤Ù’Ù…ÙÙ†Ùينَ).
بعد هذا Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠ Ù„Ù… يبق لهود إلا Ø§Ù„ØªØØ¯ÙŠ. لم يبق له إلا التوجه إلى الله ÙˆØØ¯Ù‡. لم يبق أمامه إلا إنذار أخير ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم.. ÙˆØªØØ¯Ø« هود:
Ø¥ÙÙ† نَّقÙول٠إÙلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْض٠آلÙهَتÙنَا Ø¨ÙØ³Ùوَء٠قَالَ Ø¥ÙنّÙÙŠ Ø£ÙØ´Ù’Ù‡ÙØ¯Ù اللّه٠وَاشْهَدÙواْ أَنّÙÙŠ بَرÙيءٌ مّÙمَّا ØªÙØ´Ù’رÙÙƒÙونَ (54) Ù…ÙÙ† دÙونÙÙ‡Ù ÙÙŽÙƒÙيدÙونÙÙŠ جَمÙيعًا Ø«Ùمَّ لاَ تÙÙ†Ø¸ÙØ±Ùون٠(55) Ø¥ÙنّÙÙŠ تَوَكَّلْت٠عَلَى اللّه٠رَبّÙÙŠ وَرَبّÙÙƒÙÙ… مَّا Ù…ÙÙ† دَآبَّة٠إÙلاَّ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ø¢Ø®ÙØ°ÙŒ بÙنَاصÙيَتÙهَا Ø¥Ùنَّ رَبّÙÙŠ عَلَى ØµÙØ±ÙŽØ§Ø·Ù Ù…Ù‘ÙØ³Ù’تَقÙيم٠(56) ÙÙŽØ¥ÙÙ† تَوَلَّوْاْ Ùَقَدْ أَبْلَغْتÙÙƒÙÙ… مَّا Ø£ÙØ±Ù’سÙلْت٠بÙه٠إÙلَيْكÙمْ وَيَسْتَخْلÙÙ٠رَبّÙÙŠ قَوْمًا غَيْرَكÙمْ وَلاَ ØªÙŽØ¶ÙØ±Ù‘Ùونَه٠شَيْئًا Ø¥Ùنَّ رَبّÙÙŠ عَلَىَ ÙƒÙلّ٠شَيْء٠ØÙŽÙÙيظٌ (57) (هود)
إن الإنسان ليشعر بالدهشة لهذه الجرأة ÙÙŠ الØÙ‚. رجل ÙˆØ§ØØ¯ يواجه قوما غلاظا شدادا ÙˆØÙ…قى. يتصورون أن أصنام Ø§Ù„ØØ¬Ø§Ø±Ø© تستطيع الإيذاء. إنسان Ø¨Ù…ÙØ±Ø¯Ù‡ يق٠ضد جبارين ÙيسÙÙ‡ عقيدتهم، ويتبرأ منهم ومن آلهتهم، ÙˆÙŠØªØØ¯Ø§Ù‡Ù… أن يكيدوا له بغير إبطاء أو إهمال، Ùهو على استعداد لتلقي كيدهم، وهو على استعداد Ù„ØØ±Ø¨Ù‡Ù… Ùقد توكل على الله. والله هو القوي بØÙ‚ØŒ وهو الآخذ بناصية كل دابة ÙÙŠ الأرض. سواء الدواب من الناس أو دواب الوØÙˆØ´ أو الØÙŠÙˆØ§Ù†. لا شيء يعجز الله.
بهذا الإيمان بالله، والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره.. يخاطب هود الذين ÙƒÙØ±ÙˆØ§ من قومه. وهو ÙŠÙØ¹Ù„ ذلك رغم ÙˆØØ¯ØªÙ‡ وضعÙه، لأنه يق٠مع الأمن الØÙ‚يقي ويبلغ عن الله. وهو ÙÙŠ ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ ÙŠÙهم قومه أنه أدى الأمانة، وبلغ الرسالة. ÙØ¥Ù† ÙƒÙØ±ÙˆØ§ ÙØ³ÙˆÙ يستخل٠الله قوما غيرهم، سو٠يستبدل بهم قوما آخرين. وهذا معناه أن عليهم أن ينتظروا العذاب.
هلاك عاد:
وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم. وتوكل على الله الذي خلقه، وأدرك أن العذاب واقع بمن ÙƒÙØ± من قومه. هذا قانون من قوانين الØÙŠØ§Ø©. يعذب الله الذين ÙƒÙØ±ÙˆØ§ØŒ مهما كانوا أقوياء أو أغنياء أو جبابرة أو عمالقة.
انتظر هود وانتظر قومه وعد الله. وبدأ Ø§Ù„Ø¬ÙØ§Ù ÙÙŠ الأرض. لم تعد السماء تمطر. وهرع قوم هود إليه. ما هذا Ø§Ù„Ø¬ÙØ§Ù يا هود؟ قال هود: إن الله غاضب عليكم، ولو آمنتم ÙØ³ÙˆÙ يرضى الله عنكم ويرسل المطر Ùيزيدكم قوة إلى قوتكم. وسخر قوم هود منه وزادوا ÙÙŠ العناد والسخرية ÙˆØ§Ù„ÙƒÙØ±. وزاد Ø§Ù„Ø¬ÙØ§ÙØŒ ÙˆØ§ØµÙØ±Øª الأشجار الخضراء ومات الزرع. وجاء يوم ÙØ¥Ø°Ø§ Ø³ØØ§Ø¨ عظيم يملأ السماء. ÙˆÙØ±Ø قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون: (هَذَا Ø¹ÙŽØ§Ø±ÙØ¶ÙŒ مّÙÙ…Ù’Ø·ÙØ±Ùنَا).
تغير الجو ÙØ¬Ø£Ø©. من Ø§Ù„Ø¬ÙØ§Ù الشديد ÙˆØ§Ù„ØØ± إلى البرد الشديد القارس. بدأت Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø ØªÙ‡Ø¨. ارتعش كل شيء، ارتعشت الأشجار والنباتات والرجال والنساء والخيام. واستمرت الريØ. ليلة بعد ليلة، ويوما بعد يوم. كل ساعة كانت برودتها تزداد. وبدأ قوم هود ÙŠÙØ±ÙˆÙ†ØŒ أسرعوا إلى الخيام واختبئوا داخلها، اشتد هبوب Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø ÙˆØ§Ù‚ØªÙ„Ø¹Øª الخيام، واختبئوا ØªØØª الأغطية، ÙØ§Ø´ØªØ¯ هبوب Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø ÙˆØªØ·Ø§ÙŠØ±Øª الأغطية. كانت Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø ØªÙ…Ø²Ù‚ الملابس وتمزق الجلد ÙˆØªÙ†ÙØ° من ÙØªØØ§Øª الجسم وتدمره. لا تكاد Ø§Ù„Ø±ÙŠØ ØªÙ…Ø³ شيئا إلا قتلته ودمرته، وجعلته كالرميم.
استمرت Ø§Ù„Ø±ÙŠØ§Ø Ù…Ø³Ù„Ø·Ø© عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط. ثم ØªÙˆÙ‚ÙØª Ø§Ù„Ø±ÙŠØ Ø¨Ø¥Ø°Ù† ربها. لم يعد باقيا ممن ÙƒÙØ± من قوم هود إلا ما يبقى من النخل الميت. مجرد غلا٠خارجي لا تكاد تضع يدك عليه ØØªÙ‰ يتطاير ذرات ÙÙŠ الهواء.
نجا هود ومن آمن معه.. وهلك الجبابرة.. وهذه نهاية عادلة لمن ÙŠØªØØ¯Ù‰ الله ويستكبر عن عبادته