قصة ادم علية السلام
by: مريم اسÙÙŠ
أخبر الله سبØانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليÙØ© له ÙÙŠ الأرض. Ùقال الملائكة: (أَتَجْعَل٠ÙÙيهَا Ù…ÙŽÙ† ÙŠÙÙْسÙد٠ÙÙيهَا وَيَسْÙÙك٠الدّÙمَاء ÙˆÙŽÙ†ÙŽØْن٠نÙسَبّÙØ٠بÙØَمْدÙÙƒÙŽ ÙˆÙŽÙ†ÙقَدّÙس٠لَكَ).
ويوØÙŠ قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة ÙÙŠ الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكش٠لهم عن شيء من Ùطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيÙسد ÙÙŠ الأرض , وأنه سيسÙÙƒ الدماء . . ثم هم - بÙطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون Ø§Ù„ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ø¨Øمد الله والتقديس له , هو ÙˆØده الغاية للوجود . . وهو متØقق بوجودهم هم , يسبØون بØمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا ÙŠÙترون عن عبادته !
هذه الØيرة والدهشة التي ثارت ÙÙŠ Ù†Ùوس الملائكة بعد معرÙØ© خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه ÙÙŠ علمه، ولا يعرÙون Øكمته الخاÙية، ولا يعلمون الغيب . لقد Ø®Ùيت عليهم Øكمة الله تعالى , ÙÙŠ بناء هذه الأرض وعمارتها , ÙˆÙÙŠ تنمية الØياة , ÙˆÙÙŠ تØقيق إرادة الخالق ÙÙŠ تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليÙØ© الله ÙÙŠ أرضه . هذا الذي قد ÙŠÙسد Ø£Øيانا , وقد يسÙÙƒ الدماء Ø£Øيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (Ø¥ÙنّÙÙŠ أَعْلَم٠مَا لاَ تَعْلَمÙونَ).
وما ندري Ù†ØÙ† كي٠قال الله أو كي٠يقول للملائكة . وما ندري كذلك كي٠يتلقى الملائكة عن الله ØŒ Ùلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صÙاتهم ÙÙŠ كتاب الله . ولا Øاجة بنا إلى الخوض ÙÙŠ شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض Ùيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .
أدركت الملائكة أن الله سيجعل ÙÙŠ الأرض خليÙØ©.. وأصدر الله سبØانه وتعالى أمره إليهم تÙصيلا، Ùقال إنه سيخلق بشرا من طين، Ùإذا سواه ونÙØ® Ùيه من روØÙ‡ Ùيجب على الملائكة أن تسجد له، والمÙهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله ÙˆØده.
جمع الله سبØانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، Ùيها الأبيض والأسود والأصÙر والأØمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلÙØ© - ومزج الله تعالى التراب بالماء Ùصار صلصالا من Øمأ مسنون. تعÙÙ† الطين وانبعثت له رائØØ©.. وكان إبليس يمر عليه Ùيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟
سجود الملائكة لآدم:
من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبØانه ØŒ ونÙØ® Ùيه من روØÙ‡ سبØانه .. ÙتØرك جسد آدم ودبت Ùيه الØياة.. ÙØªØ Ø¢Ø¯Ù… عينيه Ùرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يق٠مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. Ùهل كان إبليس من الملائكة ? الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . Ùالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويÙعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .
أما كي٠كان السجود ? وأين ? ومتى ? كل ذلك ÙÙŠ علم الغيب عند الله . ومعرÙته لا تزيد ÙÙŠ مغزى القصة شيئاً..
Ùوبّخ الله سبØانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا Ø¥ÙبْلÙيس٠مَا مَنَعَكَ Ø£ÙŽÙ† تَسْجÙدَ Ù„Ùمَا خَلَقْت٠بÙيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ ÙƒÙنتَ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْعَالÙينَ) . Ùردّ بمنطق يملأه الØسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مّÙنْه٠خَلَقْتَنÙÙŠ Ù…ÙÙ† نَّار٠وَخَلَقْتَه٠مÙÙ† Ø·ÙينÙ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيØ: (قَالَ ÙَاخْرÙجْ Ù…Ùنْهَا ÙÙŽØ¥Ùنَّكَ رَجÙيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبØانه (Ù…Ùنْهَا) Ùهل هي الجنة ? أم هل هي رØمة الله . . هذا وذلك جائز . ولا Ù…ØÙ„ للجدل الكثير . Ùإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .
قَالَ ÙَالْØَقّ٠وَالْØَقَّ Ø£ÙŽÙ‚Ùول٠(84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ Ù…Ùنكَ ÙˆÙŽÙ…Ùمَّن تَبÙعَكَ Ù…ÙنْهÙمْ أَجْمَعÙينَ (85) (ص)
هنا تØول الØسد إلى Øقد . وإلى تصميم على الانتقام ÙÙŠ Ù†Ùس إبليس: (قَالَ رَبّ٠ÙَأَنظÙرْنÙÙŠ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ يَوْم٠يÙبْعَثÙونَ) . واقتضت مشيئة الله للØكمة المقدرة ÙÙŠ علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنØÙ‡ الÙرصة التي أراد. Ùكش٠الشيطان عن هدÙÙ‡ الذي ينÙÙ‚ Ùيه Øقده: (قَالَ ÙَبÙعÙزَّتÙÙƒÙŽ Ù„ÙŽØ£ÙغْوÙيَنَّهÙمْ أَجْمَعÙينَ) ويستدرك Ùيقول: (Ø¥Ùلَّا عÙبَادَكَ Ù…ÙنْهÙم٠الْمÙخْلَصÙينَ) Ùليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .
وبهذا تØدد منهجه وتØدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته Ùيهم ! وبهذا يكش٠عن الØاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي ÙŠØول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . ÙˆØبل الØياة ! . . وكان هذا ÙˆÙÙ‚ إرادة الله وتقديره ÙÙŠ الردى والنجاة . Ùأعلن - سبØانه - إرادته . ÙˆØدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ Ù…Ùنكَ ÙˆÙŽÙ…Ùمَّن تَبÙعَكَ Ù…ÙنْهÙمْ أَجْمَعÙينَ) .
Ùهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوÙØ© لهم ÙÙŠ وعد الله الصادق Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø§Ù„Ù…Ø¨ÙŠÙ† . وعليهم تبعة ما يختارون لأنÙسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رØمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غاÙلين . Ùأرسل إليهم المنذرين .
تعليم آدم الأسماء:
ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلاÙØ©: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء ÙƒÙلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألÙاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المØسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى ÙÙŠ Øياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها Øين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة ÙÙŠ التÙاهم والتعامل , Øين ÙŠØتاج كل Ùرد لكي يتÙاهم مع الآخرين على شيء أن يستØضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتÙاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة Ùلا سبيل إلى التÙاهم عليه إلا باستØضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . Ùلا سبيل إلى التÙاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن Ùرد من الناس Ùلا سبيل إلى التÙاهم عليه إلا بتØضير هذا الÙرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها Øياة ! وإن الØياة ما كانت لتمضي ÙÙŠ طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .
أما الملائكة Ùلا Øاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها ÙÙŠ وظيÙتهم . ومن ثم لم توهب لهم . Ùلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرÙوا الأسماء . لم يعرÙوا كي٠يضعون الرموز اللÙظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز Ø¨ØªØ³Ø¨ÙŠØ Ø±Ø¨Ù‡Ù… , والاعترا٠بعجزهم , والإقرار بØدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك Øكمة العليم الØكيم: (قَالَ أَلَمْ Ø£ÙŽÙ‚ÙÙ„ لَّكÙمْ Ø¥ÙنّÙÙŠ أَعْلَم٠غَيْبَ السَّمَاوَات٠وَالأَرْض٠وَأَعْلَم٠مَا تÙبْدÙونَ وَمَا ÙƒÙنتÙمْ تَكْتÙÙ…Ùونَ) .
أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلÙـمَ ما أبدوه من الدهشة Øين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الØيرة ÙÙŠ Ùهم Øكمة الله، كما علم ما أخÙاه إبليس من المعصية والجØود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرÙ.. وهذا أشر٠شيء Ùيه.. قدرته على التعلم والمعرÙØ©.. كما Ùهموا السر ÙÙŠ أنه Ø³ÙŠØµØ¨Ø Ø®Ù„ÙŠÙØ© ÙÙŠ الأرض، يتصر٠Ùيها ويتØكم Ùيها.. بالعلم والمعرÙØ©.. معرÙØ© بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتØكم Ùيها والسيادة عليها.. ويدخل ÙÙŠ هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض.
إن Ù†Ø¬Ø§Ø Ø§Ù„Ø¥Ù†Ø³Ø§Ù† ÙÙŠ معرÙØ© هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكÙÙ„ له Øياة أرقى.. Ùكل من الأمرين مكمل للآخر.
سكن آدم ÙˆØواء ÙÙŠ الجنة:
كان آدم ÙŠØس الوØدة.. Ùخلق الله Øواء من Ø£Øد منه، Ùسمّاها آدم Øواء. وأسكنهما الجنة. لا نعر٠مكان هذه الجنة. Ùقد سكت القرآن عن مكانها واختل٠المÙسرون Ùيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونÙÙ‰ بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى Ù„Øرم دخولها على إبليس ولما جاز Ùيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم ÙˆØواء. وقال غيرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع ÙÙŠ مكان مرتÙع. وذهب Ùريق إلى التسليم ÙÙŠ أمرها والتوقÙ.. ونØÙ† نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما Øدث Ùيها.
لم يعد ÙŠØس آدم الوØدة. كان يتØدث مع Øواء كثيرا. وكان الله قد Ø³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù…Ø§ بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واØدة. Ùأطاع آدم ÙˆØواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيÙ. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل Øقده ÙÙŠ صدره، واستغل تكوين آدم النÙسي.. ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØ«ÙŠØ± ÙÙŠ Ù†Ùسه يوما بعد يوم. Ø±Ø§Ø ÙŠÙˆØ³ÙˆØ³ إليه يوما بعد يوم: (هَلْ أَدÙلّÙÙƒÙŽ عَلَى شَجَرَة٠الْخÙلْد٠وَمÙلْك٠لَّا يَبْلَى) .
تسائل أدم بينه وبين Ù†Ùسه. ماذا ÙŠØدث لو أكل من الشجرة ..ØŸ ربما تكون شجرة الخلد Øقا، وكل إنسان ÙŠØب الخلود. ومرت الأيام وآدم ÙˆØواء مشغولان بالتÙكير ÙÙŠ هذه الشجرة. ثم قررا يوما أن يأكلا منها. نسيا أن الله Øذرهما من الاقتراب منها. نسيا أن إبليس عودهما القديم. ومد آدم يده إلى الشجرة وقط٠منها Ø¥Øدى الثمار وقدمها Ù„Øواء. وأكل الاثنان من الثمرة المØرمة.
ليس صØÙŠØا ما تذكره صØ٠اليهود من إغواء Øواء لآدم وتØميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر Øواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما Øدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الÙضول.
لم يكد آدم ينتهي من الأكل Øتى اكتش٠أنه Ø£ØµØ¨Ø Ø¹Ø§Ø±ØŒ وأن زوجته عارية. وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر لكي يغطي بهما كل واØد منهما جسده العاري. وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم ÙˆØواء إلى الأرض:
وهبط آدم ÙˆØواء إلى الأرض. واستغÙرا ربهما وتاب إليه. Ùأدركته رØمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان Ùيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.
يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى Øين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "Ø¥ÙنّÙÙŠ جَاعÙÙ„ÙŒ ÙÙÙŠ الأَرْض٠خَلÙÙŠÙَةً" ولم يقل لهما إني جاعل ÙÙŠ الجنة خليÙØ©. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارÙون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم ÙˆØواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن ÙÙŠ الجنة Ùكانت ركنا من أركان الخلاÙØ© ÙÙŠ الأرض. ليعلم آدم ÙˆØواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.
هابيل وقابيل:
لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ ÙÙŠ كتابه الكريم الكثير عن Øياة آدم عليه السلام ÙÙŠ الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. Øين وقعت أول جريمة قتل ÙÙŠ الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.
كانت Øواء تلد ÙÙŠ البطن الواØد ابنا وبنتا. ÙˆÙÙŠ البطن التالي ابنا وبنتا. ÙÙŠØÙ„ زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنÙسه.. Ùأمرهما آدم أن يقدما قربانا، Ùقدم كل واØد منهما قربانا، Ùتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى ÙÙŠ سورة (المائدة):
وَاتْل٠عَلَيْهÙمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بÙالْØَقّ٠إÙذْ قَرَّبَا Ù‚Ùرْبَانًا ÙَتÙÙ‚ÙبّÙÙ„ÙŽ Ù…ÙÙ† Ø£ÙŽØَدÙÙ‡Ùمَا وَلَمْ ÙŠÙتَقَبَّلْ Ù…ÙÙ†ÙŽ الآخَر٠قَالَ لَأَقْتÙلَنَّكَ قَالَ Ø¥Ùنَّمَا يَتَقَبَّل٠اللّه٠مÙÙ†ÙŽ الْمÙتَّقÙينَ (27) لَئÙÙ† بَسَطتَ Ø¥Ùلَيَّ يَدَكَ Ù„ÙتَقْتÙÙ„ÙŽÙ†ÙÙŠ مَا أَنَاْ بÙبَاسÙط٠يَدÙÙŠÙŽØ¥Ùلَيْكَ لَأَقْتÙÙ„ÙŽÙƒÙŽ Ø¥ÙنّÙÙŠ أَخَاÙ٠اللّهَ رَبَّ الْعَالَمÙينَ (28) (المائدة)
لاØظ كي٠ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرÙع يده مهددا.. قال القتيل ÙÙŠ هدوء:
Ø¥ÙنّÙÙŠ Ø£ÙرÙيد٠أَن تَبÙوءَ بÙØ¥ÙثْمÙÙŠ ÙˆÙŽØ¥ÙثْمÙÙƒÙŽ ÙَتَكÙونَ Ù…Ùنْ أَصْØَاب٠النَّار٠وَذَلÙÙƒÙŽ جَزَاء الظَّالÙÙ…Ùينَ (29) (المائدة)
انتهى الØوار بينهما وانصر٠الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. Ùقام إليه أخوه قابيل Ùقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل Ù†Ùس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول ÙƒÙÙ„ من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دÙÙ† الموتى شيئا قد عر٠بعد. ÙˆØمل الأخ جثة شقيقه ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠÙ…Ø´ÙŠ بها.. ثم رأى القاتل غرابا Øيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الØÙŠ الغراب الميت على الأرض وساوى أجنØته إلى جواره وبدأ ÙŠØÙر الأرض بمنقاره ووضعه برÙÙ‚ ÙÙŠ القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار ÙÙŠ الجو وهو يصرخ.
اندلع Øزن قابيل على أخيه هابيل كالنار ÙØ£Øرقه الندم. اكتش٠أنه وهو الأسوأ والأضعÙØŒ قد قتل الأÙضل والأقوى. نقص أبناء آدم واØدا. وكسب الشيطان واØدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عني٠ثم أنشب أظاÙره ÙÙŠ الأرض ÙˆØ±Ø§Ø ÙŠØÙر قبر شقيقه.
قال آدم Øين عر٠القصة: (هَذَا Ù…Ùنْ عَمَل٠الشَّيْطَان٠إÙنَّه٠عَدÙوٌّ مّÙضÙلٌّ مّÙبÙينٌ) ÙˆØزن Øزنا شديدا على خسارته ÙÙŠ ولديه. مات Ø£Øدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى Øياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأØÙاده ويØدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويØكي لهم عن إبليس ويØذرهم منه. ويروي لهم قصته هو Ù†Ùسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دÙعه لقتل شقيقه.
موت آدم عليه السلام:
وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن Ùراش موته، يروي أبي بن كعب، Ùقال: إن آدم لما Øضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: Ùذهبوا يطلبون له، Ùاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكÙانه ÙˆØنوطه، ومعهم الÙؤوس والمساØÙŠ والمكاتل، Ùقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، Ùقالوا لهم: ارجعوا Ùقد قضي أبوكم. Ùجاءوا Ùلما رأتهم Øواء عرÙتهم Ùلاذت بآدم، Ùقال: إليك عني Ùإني إنما أتيت من قبلك، Ùخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. Ùقبضوه وغسلوه وكÙنوه ÙˆØنطوه، ÙˆØÙروا له ولØدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره Ùوضعوه ÙÙŠ قبره، ثم Øثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.